بسم الله والحمد لله.
تنتشر صور مع تعليقات مثل:
(انظر إلى هذا الشخص الذي يمزق المصحف. لعنة الله عليه. إذا كنت مسلما بحق فاضغط لايك)
أو: (هذه صورة المجرم الذي رسم رسوما مسيئة للنبي، اللهم أحرقه بالنار، انشر بقدر حبك للنبي).
وأحيانا تحتوي هذه المشاركات على دعاء على من لم ينشرها أو يضغط (لايك) عليها! فينشرها بعض المسلمين "احتياطا"!
فنود التنبيه على ما يلي:
1. محاولة تحصيل إعجابات وإشهار صفحة ما بهذه الطريقة متاجرة بالدين بشكل رخيص مبتذل جدا! إذ أن نتيجتها إشهار كل من سول له الشيطان الإساءة للدين وجعله "نجما" من خلال المسلمين المستغفَلين! ولا أرى هذه الطريقة أقل سوءا من محاولة تحصيل الإعجابات بنشر صور مخلة، بل قد تكون أسوأ!
2. عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده عشرات السنوات يتعاملون مع مشركين. ولا شك ولا ريب أن المشركين أساؤوا إلى الإسلام والقرآن وتطاولوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال هذه الفترة ما لا يُحصى من المرات، وألفوا في ذلك النثر والشعر. ومع هذا كله لم ينقل لنا الصحابة هذا السباب أو الاستهزاء لأن تكريم الإسلام والنبي يقتضي إهمال هذه التفاهات ودفنها في أرضها. وإنما نَقَل القرآن شيئا من اتهاماتهم للرد عليها بالحجة، أما المشاركات الفيسبوكية فتنقل تفاهات تفصيلية ونباح كل كلب دون رد علمي.
3. الطريقة المثلى في التعامل مع هذه المشاركات هي إهمالها بالكامل، ولا أنصح حتى بالتعليق عليها إلا بالمراسلة الشخصية لمصدرها. لأن كثرة التعليقات –ولو كانت سلبية- هي أحيانا هدف لهؤلاء الغثائيين على طريقة الشاعر الذي قال لعشيقته عندما بلغه أنها ذكرته بسوء:
لئن ساءني أن نِلتني بمساءة لقد سرني أني خطرت ببالك
4. لا ينبغي للمسلم أن ينشر هذه المشاركات "احتياطا" وخوفا من "شؤم" عدم نشرها أو الدعوة الموجودة فيها ضد كل من لم ينشرها! فهذه دعوة عدوان مردودة على صاحبها، وإنما يُخاف الإثم من المشاركة في نشرها أو تسجيل إعجاب عليها لما ذُكر أعلاه.
أسأل الله أن يهدي المسلمين ويصبرهم على تحصيل العلم لئلا يكونوا مطايا للمغرضين.
والسلام عليكم ورحمة الله.
د. إياد قـنـيـبـي