قبل أن تحفظ كتاب الله............
قبل البداية نحتاج إلى ثلاثة أمور:
أ - إخلاص النية.
ب - وإصلاح العمل.
ج - وإذكاء الأمل.
*********************************
** إخلاص النية:
فكل عمل بلا إخلاص هباء، وكل عمل لا يراد به وجه الله - عز وجل -
لا يكتب له التوفيق، ولا ينتهي إلى الغاية المحمودة، ولا يصيب الأمل المنشود ونحن نعلم ذلك وتدل عليه نصوص كثيرة.
** إصلاح العمل:
فإن الله - جلا وعلا - قد قال: { واتقوا الله ويعلمكم الله }، ونحن
نعلم أن العمل الصالح هو الذي يورث نور القلب،
وانشراح الصدر، وسكينة النفس،
وحدة الذهن، وقوة الحافظة، وسلامة الجوارح؛
فإن الله - جلا وعلا - يمنُّ
على من استخدم جوارحه في طاعته ومرضاته، وسخر بدنه وملكاته فيما
يحب الله ويرضى.. يمنُّ الله - جلا وعلا - عليه بحفظ حواسه وسلامتها له
ويزيده فيها ما يميزه عن غيره بإذن الله - عز وجل - وقد روي عن ابن
مسعود رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: " إن العبد ليحرم العلم بالذنب
يصيبه "، وكما قال الله جلا وعلا: { واتقوا الله ويعلمكم الله }؛ فإن من أراد
أن يتهيأ لحفظ القرآن، وطلب العلم، ومعرفة الحق والاستزادة من الفقه
في الدين فإن طريقه أن يتطهر قلبه ويزكي نفسه بإصلاح العمل وإصلاح
القصد لله سبحانه وتعالى
** إذكاء الأمل:
فنعني به الثقة بالله - سبحانه وتعالى - والأمل في عطائه ومنته وجوده،
فلا يتسرب اليأس إلى نفسك في هذا الأمر - أي حفظ القرآن - ولا في
غيره من الأمور؛ فإن بعض الناس يغلق على نفسه أبواب الأمل وما يزال
يسرب على نفسه ويجلب إليها المثبطات والمحبطات ويكثر ويعظم لها
العوائق فحينئذً لا يكون عنده اندفاع ولا حماس ولا تهيؤ نفسي ولا قوة
عملية لحفظ ولا لغيره من الأعمال، ولقد كان من تربية النبي - صلى الله
عليه وسلم - لأصحابه ولأمته أن يبعث الأمل دائماً حتى يكون ذلك موقد
لشعلة العمل ومذكي لنار الحماسة ومعلياً لمعالي الهمم بإذن الله -
سبحانه وتعالى - فلا بد لنا من إخلاص وصلاح وأمل حتى نتهيأ لهذا
العمل الصالح ولغيره.
****************************